سكرت من ريقه ولا ودي افووق
حسبي على ريقه ياناس محلاهـ
طعــم الشهــد من ثنايـاهـ له ذوق
لاجيت ابصحـى منه افقدتني شفاه
في ضمته يسلب الرووح برفوووق
أضيــع بضمته وأتووهـ بدفـــــاه
ــــــــــــ
من شفايفها يبل الروج ريقي
والضمى ترويه من فزة صدرهـا
كل شي فيها يزوّد لي حريقي
كيف طاوعت الخفوق انه يهدها
وين يوم اني اذوقها رحيقي
ووين يوم انها تذوقني شهدها
قلبها نبضي وزفرتها شهيقي
وروحها فيني وروحي فـــي جسدها
ــــــــــ
ليتنـــي بحضنـــــكـ طول الأيـــام مسجون
وأقول حطوا من ورى القفــــل قفليــن
تلمنـــي بالحيـــــــــل .. ماقـول بالهووون
حتـــى نصيــر بجسم واحـــد وقلبيــن
مفتون بي وآنــا بعد فيــــكـ مفتووون
وتقـــول ياحبــــي وآنـا أقوول لبيـــه
ـــــــــــ
لامـن بغيــت تنــــــام تكفـــــى تغطــــــى
وخلنـــي في بــالكـ ليـن تغفــى وأخليــكـ
وإن طـــــار نومــك وعيّت العيـــن تغفــى
اطلبنـي وبقــول في الحـــال لبيـــه
ــــــــــــ
نهداك
سمراء صبي نهدك الأسمر في دنيا فمي
نهداك نبعا لذةٍ حمراء تشعل لي دمي
متمردان على السماء، على القميص المنعم
صنمان عاجيان قد ماجا ببحرٍ مضرمٍ
صنمان إني أعبد الأصنام رغم تأثمي
فكي الغلالة واحسري عن نهدك المتضرم
لا تكبتي النار الحبيسة، وارتعاش الأعظم
نار الهوى، في حلمتيك، أكولةٌ كجهنم
خمريتان احمرتا بلظى الدم المتهجم
محروقتان بشهوةٍ تبكي، وصبرٍ ملجم
نهداك وحشيان والمصباح مشدوه الفم
والضوء منعكسٌ على مجرى الحليب المعتم
وأنا أمد يدي وأسرق من حقول الأنجم
والحلمة الحمقاء ترصدني بظفرٍ مجرمٍ
وتغط إصبعها وتغمسها بحبرٍ من دمي
يا صلبة النهدين يأبى الوهم أن تتوهمي
نهداك أجمل لوحتين على جدار المرسم
كرتان من زغب الحرير، من الصباح الأكرم
فتقدمي، يا قطتي الصغرى، إلي تقدمي
وتحرري مما عليك وحطمي وتحطمي
مغرورة النهدين.. خلي كبرياءك وانعمي
بأصابعي ، بزوابعي ، برعونتي ، بتهجمي
فغداً شبابك ينطفي مثل الشعاع المضرم
وغداً سيذوي النهد والشفتان منك.. فأقدمي
وتفكري بمصير نهدك.. بعد موت الموسم
لا تفزعي.. فاللثم للشعراء غير محرم
فكي أسيري صدرك الطفلين.. لا.. لا تظلمي
نهداك ما خلقا للثم الثوب.. لكن.. للفم
مجنونةٌ من تحجب النهدين.. أو هي تحتمي
مجنونةٌ.. من مر عهد شبابها لم تلثم
وجذبت منها الجسم، لم تنفر ولم تتكلم
مخمورةٌ.. مالت علي بقدها المتهدم
ومضت تعللني بهذا الطافر المتكوم
وتقول في سكرٍ ، معربدةً ، بأرشق مبسم
يا شاعري.. لم ألق في العشرين من لم يفطم
نزار قباني
ــــــ
نضَتْ عنها القميصَ لصَـبّ مـاءٍ
فـوَرّدَ وجهَهـا فـرطُ الـحيـاءِ
وقابلـتِ النسيـمَ وقـد تعـرّت
بـمعتـدلٍ أرقّ مـن الـهـواءِ
ومـدّت راحـةً كالـماءِ منـها
إلـى مـاءٍ مُـعَـدٍّ فِـي إنـاءِ
فلمّا أن قضَـتْ وطـراً وهـمّتْ
على عَجَـلٍ إلـى أخْـذِ الـرّداءِ
رأت شخصَ الرّقيبِ على التّدانـي
فأسبلتِ الظـلامَ علـى الضّيـاءِ
فغابَ الصبحُ منـها تـحتَ ليـلٍ
وظلّ الـماءُ يَقطِـرُ فـوقَ مـاءِ
فسبحـانَ الإلـه ، وقـد براهـا
كأحسنِ ما يكـون مـن النّسـاءِ
ــــــــــــ
مررت إليها بعد ما نام أهلها
سمو حباب الماء حالا على حال
فقالت سباك الله إنك فاضحي
ألست ترى السمار والناس أحوال
فقلت يمين الله أبرح قاعدا
ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي
حلفت لها بالله حلفة فاجر
لناموا فما إن من حديث ولا صال
فلما تنازعنا الحديث وأسمحت
هصرت بغصن ذي شماريخ ميال
وصرنا إلى الحسنى ورق كلامنا
ورضت فذلت صعبة أي إذلال
فأصبحت معشوقا وأصبح بعلها
عليه القتام سيء الظن والبال
يغط غطيط البكر شد خناقه
ليقتلني والمرء ليس بقتال
أيقتلني والمشرفي مضاجعي
ومسنونة زرق كأنياب أغوال
وليس بذي رمح فيطعنني به
وليس بذي سيف وليس بنبال
أيقتلني وقد شغفت فؤادها
كما شغف المهنوءة الرجل الطالي
وقد علمت سلمى وإن كان بعلها
بأن الفتى يهذي وليس بفعال
وماذا عليه أن ذكرت أوانسا
كغزلان رمل في محاريب أقيال